ما هي السُّنّةُ في حقِّ الصائم إذا سَبَّه أَحد؟

๑ ๑نصُّ رسالةِ الجوّال ๑ ๑
ما هي السُّنّةُ في حقِّ الصائم إذا سَبَّه أَحد؟
ينظر ص ابن خزيمة 1994
-------------
البيان
الحمدُ لله، والصَّلاةُ والسَّلامُ على خاتم رسلِ الله
أمّا بعد
فقد روى الحافظُ ابن خزيمة -رَحِمَهُ اللهُ- في "صحيحه" (1994):
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«لاَ تُسَابَّ وَأَنْتَ صَائِمٌ، فَإِنْ سَابَّكَ أَحَدٌ؛ فَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، وَإِنْ كُنْتَ قَائِمًا؛ فَاجْلِسْ».

وقد بّوب له –رَحِمَهُ اللهُ- بقوله:
بَابُ الأَمْرِ بِالْجُلُوسِ إِذَا شُتِمَ الصَّائِمُ وَهُوَ قَائِمٌ؛ لِتَسْكِينِ الْغَضَبِ عَلَى الْمَشْتُومِ؛ فَلا يَنْتَصِرُ بِالْجَوَابِ.
والحديثُ حَسّنه الوالدُ –رَحِمَهُ اللهُ- في "صحيح موارد الظمآن" (742)، وغيرِه، ويُنظَر التفصيل في "إرواء الغليل" (4/ 35).

وهو بِقَولِ كلمةِ: (إِنِّي صَائِمٌ) مَشهورٌ متَّفقٌ عليه.
وفي بعض الروايات: تَكرارُها مرَّتين.
وفي بعض الروايات بإضافةِ كلمةِ (امْرُؤٌ).
يُنظر "اللؤلؤ والمرجان" (707)، و"مختصر صحيح البخاري" –لِلوالدِ رَحِمَهُ اللهُ- (887).
ولٰكن دون الزيادة التي في حديثِ الإمامِ ابن خزيمة في مسألةِ الجلوس، وثمة زيادةٌ نحوها في "مسند الإمام أحمد" (2/ 505):
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«لا تَسَابَّ وَأَنْتَ صَائِمٌ، فَإِنْ سَبَّكَ أَحَدٌ؛ فَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ، وَإِنْ كُنْتَ قَائِمًا؛ فَاقْعُدْ. وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ».
قال أبي -رَحِمَهُ اللهُ- في سنده: "وهٰذا سندٌ صحيح على شرط الشيخين" اﻫ؛ "الإرواء" (4/ 35).
وبهٰذا نصل إلى جوابِ سؤالِ ما هي السُّنَّة في حقِّ الصائمِ إذا سَبَّه أحدٌ –وكذا (قَاتَلَهُ)، (آذَاهُ)، (جَهِلَ عَلَيْهِ)؛ يُنظر "صحيح الترغيب والترهيب" (978)، و"التعليقات الحسان" (3407)-؟
السُّنةُ في حَقِّ الصائمِ إذا سَبَّه أحدٌ: قولٌ وعملٌ:
1) أن يقول: إِنِّي [امْرُؤٌ] صَائِمٌ، إِنِّي [امْرُؤٌ] صَائِمٌ.
2) أن يَجْلِسَ إذا كان قائمًا.

مسألة:
هل يقول (إِنِّي صَائِمٌ) سرًّا أم جهرًا؟
قال الإمامُ شيخ الإسلام ابن تيمية –رَحِمَهُ اللهُ- في "منهاج السُّنَّة النبويّة" (5/ 197):
"وَفِيهَا ثَلاثَةُ أَقْوَالٍ فِي مَذْهَبِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ:
قِيلَ: يَقُولُ فِي نَفْسِهِ فَلا يَرُدُّ عَلَيْهِ.
وَقِيلَ: يَقُولُ بِلِسَانِهِ.
وَقِيلَ: يُفَرّقُ بَيْنَ الْفَرْضِ؛ فَيَقُولُ بِلِسَانِهِ، وَالنَّفْلِ؛ يَقُولُ فِي نَفْسِهِ; فَإِنَّ صَوْمَ الْفَرْضِ مُشْتَرَكٌ، وَالنَّفْلُ يُخَافُ عَلَيْهِ مِنَ الرِّيَاءِ.
وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ يَقُولُ بِلِسَانِهِ، كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْحَدِيثُ; فَإِنَّ الْقَوْلَ الْمُطْلَقَ لا يَكُونُ إلا بِاللِّسَانِ، وَأَمَّا مَا فِي النَّفْسِ فَمُقَيَّدٌ، كَقَوْلِهِ: «عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا»، ثُمَّ قَالَ: «مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ أَوْ تَعْمَلْ بِهِ» [متفق عليه]، فَالْكَلامُ الْمُطْلَقُ إِنَّمَا هُوَ الْكَلامُ الْمَسْمُوعُ.
وَإِذَا قَالَ بِلِسَانِهِ: إِنِّي صَائِمٌ:
 بَيَّنَ عُذْرَهُ فِي إِمْسَاكِهِ عَنِ الرَّدِّ.
 وَكَانَ أَزْجَرَ لِمَنْ بَدَأَهُ بِالْعُدْوَانِ" اﻫ.

وسئل فضيلةُ الشيخ عبد المحسن العَبّاد –حفظه اللهُ-:
هل الجهرُ بقولِ: (إني صائم) يدخل في الرِّياء إنْ كان الصَّومُ تطوُّعًا؟
فأجاب:
"لا، ما يدخل في الرِّياء؛ لأنّ هٰذا مأذونٌ به شرعًا، وفيه مصلحةٌ وفائدةٌ له ولِغَيره"اﻫ.
***


Free Template Blogger collection template Hot Deals BERITA_wongANteng SEO theproperty-developer

0 Komentar:

Post a Comment

Copyright © 2020.Junedi Ubaidilllah. Powered by Blogger.

Jumlah Pengunjung

Blog Archive

Anda Pengunjung Online

Followers